سوف أُولدُ من رحِم الأمنيات كنتُ دومًا أحُطّ على راحتي وردة و أقرّرُ أن تتحوّل بيتًا أدسّه بين الرّبيع و بيني فلا تتدلّى عناقيدُه و لا يتذوّقُ طعمَه إلاّ الذين يمرّون من ضِفّّة القابعين إلى ضفّة من يتقاسم عِطرَ القصيدِ مع الآخرين و كنتُ أحققُ ما شئتُ من هذه المعجزات لا أظنّ الطّّفولة تكبرُ إلا ّبقدرِ الوُصول إلى روْنق العشق أو مَنْبت الكلمات كنتُ طفلاً أفسّرُ آيَ الوُقوف و آيَ الحروف أفكّّر في أنْ أطير إذا بلغتْ قامتي ضِعف طول الرّصيف و أقفزُ حتىّ أطول كنت أركبُ رجلي و أعْدو بعيدًا و يعدو أماميَ خطّّ الوُصول لا أظنّ السّنين التي حملتني إلى حيث أجلسُ كانت تُقدّر ما سَأقول فالنُبوة يُجهل دومًا مداها و يجهل أين؟ و كيف ؟ سيُورق وحيُ الرّسول !؟ أيّها الواقفون على جُثتي أرْكضوا ... أرْكضوا ما اِستطعتم و اِعبروني إلى ضِفّة لا جنون بها لا ذُهول ... كان حلمي إذا اِكتملت رحلة المتعبين أن أُكسّرَ بيض النّعام و أفتلَ منه حِبالاً تقودُ إلى مرفإٍ يستدلّ به المتعبون و يرتاحُ فيه الباحثون عن المتكأ أيها الواقفون على جثتي خُذوني كما الحلمِ من بعضكم و اِصْلبوني على قامَة الفجر حتّى يحول الصّدأ بعدما عشتُ بينكمُ سوف لن أتوقّّعَ غير الخطأ أنا آخر الأنبياء حكمتي: الإنبهار و معجزتي : أن أنبّأكم ما تقوْقَعَ في أنفسكمْ و اِختبأ. يحدث المستحيل غداً و تموت الرّياحين من شوقها للنبأ في اِنتظار الوصول إلى حكمتي قليلاً من الصمت