هناكَ طريقٌ ترصّعها سقوفٌ قرميدُها غسلته الذاكرة حتى ابيضّ تحت سماء بلغت أوجَ حُرقتها حيث كلماتي تُريدُ أن تعلو مثل أدراجٍ مثل أصوات ترتقي السُلَّم الضائع في دفتر الموسيقيّ الذي ماتَ في السجن، نوطة بعد أجرى. أعثر على ذاك المبنى وأفتح باباً على المهْوى: كل آثار حياتي الغابرة، يسمّي ذاتَه بأسمائه، هناك. ساقيةُ المواضي مازالت تجري في الحُفر لكن أمواجَها أبطأُ من نبض السلحفاة. زماننا وكيف ضيَّع تذكراته! قالوا لي… إنهم هدموا سينما السندباد! يا للخسارة. ومن سيُبحر بعد الآن؟ من سيلتقي بشيخ البحر؟ هدموا تلك الأماسي؟ حجرًا على حجر؟ قمصاننا البيضاء، صيف بغداد حبيباتنا الخفراوات حتى التجلي… سبارتاكوس، شمشون ودليلة فريد شوقي، تحية كاريوكا، ليلة مراد؟ وهل يمكننا أن نُحبّ الآن؟ كيف سنحلمُ بعد اليوم بالسفر؟ إلى أي جزيرة؟ هدموا سينما السندباد؟ ثقيلٌ بالماء شعرُ الغريق الذي عاد إلى الحفلة بعد أن أطفأوا المصابيح وكوموا الكراسي على الشاطئ المقفر وقيّدوا بالسلاسل أمواجَ دجلة.