أنا فيه أتيهُ مثلَ الكِسائي |
|
|
لي كِساءٌ أنعِمْ به من كِساءِ |
|
وسَقاهُ النَّعيمُ ماءَ الصَّفاءِ |
|
|
حاكَهُ العِزُّ من خُيوطِ المَعالي |
|
اللَّيْلِ مَصْقولَة ٍ بحُسْنِ الطِّلاءِ |
|
|
وتَبَدّي في صِبْغَة ٍ مِنْ أَدِيم |
|
أوجَرُوا سَمَّها خُيوطَ الهَناءِ |
|
|
خاطَهُ رَبُّه بإبرة ِ يُمنٍ |
|
في لِباسٍ من العُلا والبَهاءِ |
|
|
فكأنِّي- وقد أحاطَ بجِسمي- |
|
في صُفوفِ الوُلاة ِ والأمَراءِ |
|
|
تُكْبِرُ العَيْنُ رُؤيتَي وتَرانِي |
|
أُلفَة َ المُعدِمينَ شَمسَ الشِّتاء |
|
|
ألِفَ الناسُ- حيث كنتُ- مَكاني |
|
أَرْتَجِيهِ لزِينة ٍ وازدِهاءِ |
|
|
يا رِدائِي وأنتَ خَيْرُ رِداءٍ |
|
وتعَدتك ناسِجاتَ الجِواءِ |
|
|
لا أحالَتْ لكَ الحَوادِثُ لَوناً |
|
وتَخَطَّتْكَ إبْرَة ُ الرَّفّاءِ |
|
|
غَفَلَتْ عنكَ للبِلى نَظَراتٌ |
|
بِدْلَة ٌ في تَلَوُّنِ الحِرْباءِ |
|
|
صَحِبَتْنِي قَبلَ اصطِحابِكَ دَهْراً |
|
نِسبَة ً لَم تَكُنْ بذاتِ افتراءِ |
|
|
نَسَبُوها لطَيْلَسانِ ابنِ حَرْبٍ |
|
أنكَرُوني كطارق مِن وَباءِ |
|
|
كنتُ فيها إذا طَرَقتُ أُناساً |
|
لَوْنَ وَجْهِ الكَذُوبِ عند اللِّقاءِ |
|
|
كَسَفَ الدهرُ لَونَها واستعارَتْ |
|
فوقَ ما أَشْتَهِي وفوقَ الرَّجاءِ |
|
|
يا رِدائِي جَعَلْتَنِي عند قَوْمِي |
|
بِ ولا يَعشَقُون غيرَ الرُّواءِ |
|
|
إنّ قومِي تَرُوقُهُمْ جِدَّة ُ الثَّوْ |
|
باهِرٍ لَوْنُه وبينَ حِذاءِ |
|
|
قيمة ُ المرءِ عندَهُم بين ثوبٍ |
|
بين صَحبي، جُزيتَ خيرَ الجَزاءِ |
|
|
قَعَدَ الفَضْلُ بي وقُمْتَ بِعِزِّي |
|
|
|
|
|
|