الشاعر العربي || مَلكَ المُصَابُ عليه كُلَّ جِهاتِه



الشعراء حسب الحروف أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي

القصائد حسب الحروف أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي

القصائد حسب القافية أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي
   

 

  علي الجارم

الشاعر :

 فصحى

القصيدة :

20698

رقم القصيدة :


::: مَلكَ المُصَابُ عليه كُلَّ جِهاتِه  :::


 إِنْ كانَ مِن صَبْرٍ لَدَيْكَ فهاتِهِ    

مَلكَ المُصَابُ عليه كُلَّ جِهاتِه

 
 بالنَّبْرَة ِ السَّوْدَاءِ في أَنَّاتِه     أَسْوانُ تَعْرِفُهُ إِذا اخْتَلَطَ الدُّجَى
 
 ما يَبْتَغِي الْحَيْرَانُ مِنْ نَظَرَاتِه     يَبْكِي ويَنْظُرُ في السَّماء مُصَعِّداً
 
 وَهَجِيرُ قَيْظِ البِيدِ مِنْ زَفَرَاتِه     خَفَقَانُ نَجْمِ الأُفْقِ مِن خَفَقَانِهِ
 
 مِنْ بَعْضِ ما يُبْدِيهِ مِنْ عَبَرَاتِهِ     وبُكاءُ كلِّ غَمَامَة ٍ هَتَّانَة ٍ
 
 ماتُرْسِلُ الأَقْلاَمُ مِن نَفَثَاتِه     ونُوَاحُ ذاتِ الطَّوْقِ في أعْوَادِها
 
 أينَ الرَّخِيمُ الْعَذْبُ مِنْ أصْوَاتِهِ     يرْثِي فيحتبِسُ البكاءُ بصَوْتِه
 
 مَلَّتْ نُجُومُ اللَّيلِ من دَقَّاتِه     في صَدْرِه قَلِقُ الْجَوَانِح مُوجَعٌ
 
 قد أَوهَن الأَسْلاَكَ من خَفَقَاتِه     كالطَّيْرِ في قَفَصِ الْحِدِيدِ مُوَثَّقاً
 
 يا وَيْلَ ما فَعلتْ يَمينُ رُمَاتِه     يَبْكِي ويَضْرِبُ بِالْجَنَاحِ مُجرَّحاً
 
 مُتَشابهاتٍ هذه مِنْ هاتِه     نُوَبٌ كلَيْلاتِ المَحاق تَتابعتْ
 
 وَيْلاَهُ لَوْ أَسْطِيعُ وَأدَ بَنَاتِهِ     وبناتُ دَهْرٍ قد زَحَمنَ مَنَاكِبي
 
 عَلَمٌ طَواه الدهرُ في طَيَّاتِه     أوْدَى أبو الفتحِ الْمُرجَّى واختَفَى
 
 ما زَال يُزْعجنَا رَنِينُ حُدَاتِه     وانحازَ للرَّكْبِ الذي من آدمٍ
 
 والقَلْبُ مَكْظومٌ عَلَى حَسَرَاتِه     سارتْ به الأَحْبابُ تَسْتَبِقُ الْخُطَا
 
 إِلاَّ جلالاً في فسِيحِ فَلاتِه     فوقفتُ أَنْظُر في الفلاَة ِ فلم أجِدْ
 
 مَنْ ذَا يَلُمُّ اليومَ مِن أشْتاتِهِ     ياجَامِعاً شَملَ الشُّيوخِ بحَزْمِهِ
 
 من بعدِ ماعَبِثَ الرَّدَى بِحُماتِه     يَمْشِي الرَّعيلُ نواكساً أَبصارُهُ
 
 قَدَرٌ أطاحَ القَرْمَ عَن صَهَوَاتِه     أَلْوَى بِعَزْمَتِهِ وَهَدّ شِماسَه
 
 يتَعثَّرُ التَّمْتَامُ في تاءاتِه     حَيْرَانُ يعثُرُ بالأعِنَّة ِ مثلمَا
 
 وَتئِزُّ نَارُ الشَّوْقِ في لَبَّاتِه     يَطْفُو نَشِيجُ اليَأْسِ من لَهَوَاتِه
 
 والرَّكْبُ قد زاغَتْ عُيونُ هُداتِه     سارتْ به الفُرْسانُ تَخْبِطُ في الدُّجَى
 
 والفارِسِ المُنْبَتِّ عن غايِاتِه     يَبْكُون للطّرْفِ المُخَلَّى سَرْجُه
 
 أيدِي الزَّمانِ العُسْرُ من حَلَقاتِه     يَبْكُون للدِّرْعِ المطَرَّحِ حَطَّمَتْ
 
 كفا وَأَسْبَقَهم إِلى قَصَباتِه     يَبكُون أطولَهم يداً وأبَرَّهم
 
 أَزْهَى من ابنِ الليلِ في هالاَتِه     خُلُقٌ كما يَصْفُو النُّضارُ وطَلْعَة ٌ
 
 قد كان في العِشْرينَ فَخْرَ لِدَاتِهِ     مَنْ صارَ في الْخَمْسِينَ فَخرَ بِلادِه
 
 إِلاّ إِذا نَضِجُوا على جَمَراتِه     والدَّهْرُ لا يُنْشِى الرِّجالَ صَوارِماً
 
 إِذلالُ نَفْسِ المَرْءِ من زَلاَّتِه     صانَ الكَرامة َ أَن تُمَسَّ وَإِنّما
 
 تَهْفُو إِلى أَغلالِهِ وسِمَاتِه     مُنِعَ الرَّقيقُ ولا تزالُ عِصابة ٌ
 
 لاَ يسْتريحُ الدَّهرَ من دَوْرَاتِه     قد كان كالفَلَكِ الدَّؤُوبِ نَشاطُهُ
 
 في أسرع الأحوال من حركاته     فإذا تراءَى ساكنا فلأنه
 
 وبَلاَغة ُ الأَعْرابِ مِلءُ لَهاتِه     الْحَقُّ والإِيمانُ مِلْءُ فُؤَادِهِ
 
 فاحْذَرْ فَتى الفِتْيانِ في صَوْلاتِه     فإِذا تَخطَّرَ للجِدَالِ مُصَاوِلاً
 
 عَزَمَاتِه والمَوتُ في وَثَباتِه     السيلُ في دَفَعاتِه والسيفُ في
 
 مِثْلَ القَوِيّ برَأيِه وثَبَاتِهِ     ليس القَوِيُّ بنَابِه وبظفْرِهِ
 
 من نَصْلِ كُلِّ مُهنَّدٍ وشَبَاتِه     والْحُجَّة ُ البَيْضَاءُ أفْضَلُ مَقطَعاً
 
 صُبْحاً وماذَا نَالَ من رَوْحاتِه     ماذَا أصابَ الليثُ عن غَدَواتِهِ
 
 فابتاعَه منها بماءِ حَياتِه     سَمَحتْ له الدُّنيا بماء سَرَابِها
 
 لوحققَ الإِنْسانُ أمْنِيّاتِه     إِنَّ الأَمانِيَّ الْحِسَانَ جَمِيلة ٌ
 
 كمَنتْ سُمومُ الصِّلِّ في زَهَراتِه     فلرُبّ رَوْضٍ للنّواظِر مُعْجِبٍ
 
 بدَمِي وغَذَّيتُ المُنَى بَعذَاتِه     قد كان لي أملٌ سَقَيْتُ فُروعَه
 
 ومن النَّسِيم يَهُزُّ من أسَلاتِه     أَحْنُو عليه من الهَجيرِ يَمَسُّه
 
 زَهْرٍ يُضِيءُ الأفقَ في عَذَباته     وأَذُودُ عنْهُ الطيْر إِن حامتْ على
 
 والصُّبحُ يَمْنَحَهُ شُعَاعَ إِيَاتِه     الليلُ يَنْفحُه بذَائبِ طَلِّه
 
 واستَحْصَد المْرْجُوُّ من ثمَراتِه     حتى إِذا قَوِيتْ لِدَانُ غُصونِه
 
 وأشَمُّ رِيحَ الْخُلْدِ من نَفَحاتِه     وأَخَذْتُ أَسْتَجْليِ السَّنَا من نَوْرِه
 
 لم يَزْكُ مِثلَ زَكائهِ ونَباتِه     وأُفاخِرُ الزُّرَّاعَ أنَّ غِرَاسَهم
 
 وجَنَى عَلَيْه الْحَيْنُ قَبْل جَناتِه     عَصَفتْ به هُوجٌ فخَرّ مُعَفَّراً
 
 مُتَفَتِّتَ الأفْلاذِ مثلَ فُتاتِه     وَوَقَفْتُ أَنظُرُ للحُطَامِ مُحَطَّماً
 
 وَعْدٌ يُنجَّزُ غَيْرَ وَعْدِ وَفاتِه     أَهْوِنْ بدُنْيا مَا لحى عِنْدها
 
 هل رَدَّ عنه الْجَيْشُ سَهْم مماتِهِ     سَلْ كُلَّ مَنْ كَتَب الكَتائب غَازِياً
 
 قد خَرَّ مُنْفَرِداً على مِنْساتِهِ     إنَّ ابنَ داودٍ علَى سُلْطانِه
 
 وأخاف جِنَّ الأرضِ من سَطَواتِه     وهو الذي مَلَك المُلوكَ ببَأْسهِ
 
 والمرءُ في الدُّنيا إِلى مِيقاتِهِ     كلُّ ابنِ أنثى في الْحَياة ِ إِلى مدى ً
 
 قد كنتَ أسبقَ ناهضٍ لدُعاتِهِ     أأخِي دعوتُ فلم تُجِبْ ولرُبّما
 
 عَهْدَ الشَّبابِ مَضَى إِلى طِيّاتِه     قد كان عَهْدُك في بَشاشة ِ أُنْسِهِ
 
 فتركتني للقُرِّ من مَشْتَاتِهِ     كان الزمانُ يُظِلُّنا برَبِيعِه
 
 والمُشْرِقَ الوَضّاحَ من بَسَماتِهِ     أَبكِي الشَّبابَ وزَهْوَهُ وصِحابَه
 
 والدَّهْرُ لا يَبْقَى على حَالاَتِه     كُنَّا كفَرْعَى ْ بانة ٍ فَتفرّقا
 
 إِن أوْسَع الْخُطُواتِ في سَاحاتِه     والعُمْرُ أَضْيَقُ أن يُمَدَّ لسالِكٍ
 
 خَلَط المُماذِقُ مِلْحَه بفُرَاتِه     أصْفَيْتني مَحْضَ الوِدادِ وطَالما
 
 وتُحِسُّ سِرَّ الفَنِّ في أبْياتِه     ورَفَعْتَ من شِعْري وكنتَ تُحِبُّه
 
 فَطَغتْ زَواخِرُها عَلَى مَرْثاتِه     فاسمَعْه من باكٍ أَطَاع شُجونَه
 
 وأقام بالزَّفَراتِ تَفْعيلاتِه     نَظَم الدُّمُوعَ فكُنّ بَحْراً كامِلاً
 
 في جَنة ِ الفِرْدَوْسِ بين رُواتِه     أَنْشِدْه حَسّاناً إِذا لاقَيْتَهُ
 
 عهدَ البَيانِ ومُجْتلى آياتِهِ     وافخَرْ بقَوْمِكَ أَنْ أعادُوا لِلْورَى
 
 واسعَدْ بعَيْشِ الْخُلْدِ في جَنَّاتِهِ     وانعَمْ برضْوانِ الإِله وظِلِّه
 
 باللُّطفِ والإِحْسانِ من رَحَماتِهِ

    إِن الذي خَلَقَ البُكاءَ أغاثَه
 
     
 

 

 

 

القصيدة التالية

 

القصيدة السابقة

 
 

 

أضف تصويتك للقصيدة :

   

 

 

 

 
     طباعة القصيدة  
     إهداء لصديق
  

  أعلم عن خلل

     أضف للمفضلة
إحصائيات القصيدة
 96 عدد القراءات
 0 عدد مرات الاستماع
 0 عدد التحميلات
  5.0 �� 5 نتائج التقييم
     
     استماع للقصيدة
  

  تحميل القصيدة

     قصيدة أخرى للشاعر
   

 أضف قصيدة مماثلة






 

 الشعراء الأكثر قصائد

 
عدد القصائد الشاعر
 ابن الرومي  2129
 أبوالعلاء المعري  2068
 ابن نباتة المصري  1532
 

 الشعراء الأكثر زيارةً

 
عدد الزيارات الشاعر
ابن الرومي  62454
أبوالعلاء المعري  55385
ابن الأبار القضاعي  43789
 

القصائد الأكثر قراءةً

 
عدد القراءات القصيدة
هو الشِّع�  1521
لن أعودَ  1404
مقهى للبك�  1334
 

شعراء العراق والشام

شعراء مصر والسودان

شعراء الجزيرة العربية

شعراء المغرب العربي

شعراء العصر الإسلامي

شعراء العصر الجاهلي

شعراء العصر العباسي

شعراء العصر الأندلسي


أضف قصيدتك في موقعنا الآن

استعرض قصائد الزوار

 

البحث عن قصيدة

 

فصحي عامية غير مهم

الشاعر

القافية
 
 

البحث عن شاعر
 

أول حرف من اسمه

اسم القسم
 
 
 
 
 

إحصائيات ديوان الشعر

 

47482

عدد القصائد

501

عدد الشعراء

3068255

عــدد الــــزوار

29

  المتواجدين حالياُ
 
 
   
الشاعر العربي :: اتصل بنا