الشاعر العربي || ملحمة السراب



الشعراء حسب الحروف أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي

القصائد حسب الحروف أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي

القصائد حسب القافية أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي
   

 

  إبراهيم ناجي

الشاعر :

 فصحى

القصيدة :

19918

رقم القصيدة :


::: ملحمة السراب  :::


 وجناحاي السقم والبرحاءُ    

كيف للنازح الحبيبِ ارتحالي

 
 به والعواصف الهوجاءُ     ادركي زورقي فقد عبث اليم
 
 فأمسى والسجن هذا الفضاءُ     أفق لا يحد للعين قد ضاق
 
 ولما يعدْ لقلبي رجاء     عجبي من ترقبي ما الذي أرجو
 
 على القفر في السرى انضاءُ     التقينا كما التقى بعد تطوافٍ
 
 وسلامٌ ورحمةٌ ونجاءُ     في ذراعي أو ذراعيك أمن
 
 بلا مغنم ليَ الا صداء     كم أناديك في التنائي فترتد
 
 إلا أن يستجاب النداءُ     وأناديك في التداني وما أطمع
 
 عن قوسها ويرمي القضاءُ     لفظة لاتبين تنطلق الأقدارُ
 
 فيها وتحشد الأنباءُ     وهي في الطرس قصةٌ تذكر الأحبابُ
 
 فيه ولا يطولُ الهناءُ     فقليلٌ من السعادةِ لا يكمل
 
 وانتظاري حتى يحين الشتاءُ     ما بقائي وأجمل العمر ولّى
 
 من قبل أن يحين المساءُ     وبنفسي دب المساءُ وحل الليل
 
 والتقى السحرُ عنده والذكاءُ     ولك الوجه أومض الحسنُ فيه
 
 فيه من قدرة ما يشاءُ     ولك الجيد أتلعا أودع الصانعِ
 
 السماوات والذرى الشماءُ     وأنا الطائر الذي تصطبي نفسي
 
 وإن تسلمي يطبْ لي البقاءُ     مرحباً بالهوى الكبير، فإن يبقَ
 
 فيه الحياةُ والأحياءُ     مرّ يومي كأمسِه مسرحاً تعرض
 
 لبست غير نفسها حواءُ     لم يحلْ طبعه ولا ذات يوم
 
 والأماني بريقُها إغراءُ     والحطامُ الفاني عليه اقتتالٌ
 
 تعبت في رموزها الحكماءُ     والغيوبُ المحجباتُ رحابٌ
 
 بهيج تزف فيه السماءُ     مرّ يومي كأمسه وأتى ليلٌ
 
 ـداحِ فيها تجددٌ وامتلاءُ     لم تزل تسكب السلاف وللأقـ
 
 له روعة بها وجلاءُ     غير نجم في جانب الليل يقظان،
 
 على فرعِ غصنها الورقاءُ     كم أغنِّيهِ بالحنين كما غنت
 
 فعسى للغريب فيها اهتداءُ...     موقداً للغريب نار ضلوعي
 
 فيم هذا المطال والإبطاءُ     بالذي فيك من سنا لا تدعني
 
 لمسدٍّ ولا يدٌ بيضاءُ     وانتهى بعدك الجميلُ فلا فضلٌ
 
 فانطوت بانطوائك الآلاءُ     حسنات كانت يد الدهر عندي
 
 ...     (2)
 
 جفا الربيعُ ليالينا وغادرها     ...
 
 ولا لطائر قلبٍ أن يقر ولا     وأقفر الروضُ لا ظل ولا ماءُ
 
 خرساء آونة هوجاء آونة     لمركب فزع في الشط إرساءُ!
 
 أأنتِ ناديتِ أم صوتٌ يخيل لي     وليس تخدع ظني وهي خرساءُ
 
 تفرق الناس حول الشط واجتمعوا     فلي إليكِ بإذن الوهم إصغاءُ
 
 هم الورى قبل إفسادِ الزمان لهم     لهم به صخبٌ عالٍ وضوضاءُ
 
 تألقتْ شمسُ ذاك اليوم واضطرمت     وقبل أن تتحدّى الحبَّ بغضاءُ
 
 ما لي بهم، أنت لي الدنيا بأجمعها     كأنها شعلٌ في الأفْقِ حمراءُ
 
 أرنو إليك وبي خوفٌ يساورني     وما وعت ولقلبي منك إغناءُ
 
 وأيما لفظة فالريحُ ناقلةٌ     وانثني ولطرفي عنك إغفاءُ
 
 لما أفقنا رأينا الشمسَ مائلةً     والشطُّ حاكٍ لها والأفقُ أصداءُ
 
 مشى لها شفقٌ دامٍ فخضبها     إلى المغيب وما للبين إرجاءُ
 
 ومن تنفست حر الوجد في فمه     كأنه في ذيولِ الشعرِ جِناءُ
 
 ***     فما ارتويت وهذا الري إظماءُ
 
 السراب في السجن     ***
 
 أوصد الليلُ بابه والنهارُ     يا سجين الحياة أين الفرارُ
 
 قصة مسدلٌ عليها الستارُ     والتعلات من هوى وشباب
 
 وفي المضجع الغضا والنارُ     طال ليلُ الغريب وامتنع الغمض
 
 تتهاوي كشامخ ينهارُ     عشتُ حتى أرى خمائلَ حبي
 
 بقيَتْ كأسُه وطاح العقارُ     ما انتفاع الفتى بموحش عيشٍ
 
 وفي ركبها اللظى والدمارُ     ما انتفاعي وتلك قافلة العيش
 
 فيه بالضيف فرحةٌ واحتفاءُ     وذراعيَّ في انتظارٍ، وصدري
 
 فعسى للغريب فيها اهتداءُ...     موقداً للغريب نار ضلوعي
 
 ومالي إلى ذراك ارتقاءُ     لمَ خليتني وباعدت مسراك
 
 فيم هذا المطال والإبطاءُ     بالذي فيك من سنا لا تدعني
 
 اخطأتني من بعدك النعماءُ     ما تراني وقد ذهبت بحظي
 
 لمسدٍّ ولا يدٌ بيضاءُ     وانتهى بعدك الجميلُ فلا فضلٌ
 
 طراً والغرة السمحاءُ     ومشى الحسن في ركابك والإحسان
 
 فانطوت بانطوائك الآلاءُ     حسنات كانت يد الدهر عندي
 
 السراب على البحر     (2)
 
 ولا لقلبك عن ليلاك أنباءُ،     لا القوم راحوا بأخبارٍ ولا جاؤوا
 
 وأقفر الروضُ لا ظل ولا ماءُ     جفا الربيعُ ليالينا وغادرها
 
 أما لذا الظمأ القتال إرواءُ     يا شافي الداء قد أودى بي الداءُ
 
 لمركب فزع في الشط إرساءُ!     ولا لطائر قلبٍ أن يقر ولا
 
 سوداء في جنبات النفسِ جرداءُ     عندي سماء شتاءٍ غير ممطرةٍ
 
 وليس تخدع ظني وهي خرساءُ     خرساء آونة هوجاء آونة
 
 وللسوافي على البيداء إغفاء     وكيف تخدعني البيداءُ غافية
 
 فلي إليكِ بإذن الوهم إصغاءُ     أأنتِ ناديتِ أم صوتٌ يخيل لي
 
 وكيف ينهضُ بالمجروحِ إعياءُ     لبيكِ لو عند روحي ما تطير به
 
 لهم به صخبٌ عالٍ وضوضاءُ     تفرق الناس حول الشط واجتمعوا
 
 كأنهمْ في رمال الشط أنضاءُ     وآخرون كسالى في أماكنِهم
 
 وقبل أن تتحدّى الحبَّ بغضاءُ     هم الورى قبل إفسادِ الزمان لهم
 
 فإنها كسماء البحر روحاءُ...     ضاقت نفوسٌ باحقادٍ ولو سلمت
 
 كأنها شعلٌ في الأفْقِ حمراءُ     تألقتْ شمسُ ذاك اليوم واضطرمت
 
 لنا، وقد صَلِيَتْ بالحرِّ أنحاءُ     طابت من الظل، ظل القلب ناحيةٌ
 
 وما وعت ولقلبي منك إغناءُ     ما لي بهم، أنت لي الدنيا بأجمعها
 
 ومدةُ الحلم بالجفنين إغفاءُ     لو أنه أبدٌ ما زاد عن سنةٍ
 
 وانثني ولطرفي عنك إغفاءُ     أرنو إليك وبي خوفٌ يساورني
 
 وان سكت فإن الصمتَ افشاءُ     إذا نطقت فما بالقول منتفعٌ
 
 والشطُّ حاكٍ لها والأفقُ أصداءُ     وأيما لفظة فالريحُ ناقلةٌ
 
 وكيف تدري الصبا أنا أحِباءُ     يا ليل من علم الأطيارَ قصتنا
 
 إلى المغيب وما للبين إرجاءُ     لما أفقنا رأينا الشمسَ مائلةً
 
 شهباء في ساعة التوديع صفراءُ     شابت ذوائبُ، وانحلت غدائَرُها
 
 كأنه في ذيولِ الشعرِ جِناءُ     مشى لها شفقٌ دامٍ فخضبها
 
 كما تنفس في الأقداح صهباءُ     يا من تنفس حر الوجد في عنقي
 
 فما ارتويت وهذا الري إظماءُ     ومن تنفست حر الوجد في فمه
 
 ولن تواريك عن عينيّ ظلماءُ..     ما أنت عن خاطري بالبعد مبتعد
 
 السراب في السجن     (3)
 
 أوصد الليلُ بابه والنهارُ     يا سجين الحياة أين الفرارُ
 
 ليس بعد الذي انتظرت انتظارُ     فلمنْ لفتةٌ وفيم ارتقابٌ
 
 قصة مسدلٌ عليها الستارُ     والتعلات من هوى وشباب
 
 قد تولى العوادُ والسمارُ     ما الذي يبتغي العليلُ المسجَّى
 
 وفي المضجع الغضا والنارُ     طال ليلُ الغريب وامتنع الغمض
 
 لكَ لا حائل ولا أسوارُ     وهَب السجنُ بابه صار حرا
 
 فإذا الأرض كلها لك دارُ     وعفا القيدُ عنك كفاً وساقاً
 
 بعدت شقة وشط مزار     أين أين الرحيل والتسيار
 
 لساقيك والمشيبُ عثارُ     والخطى المثقلاتُ باليأس أغلالٌ
 
 واجتاح دوحَها الأعصارُ     ما انتفاع الفتى إذا عفت الجنة
 
 تتهاوي كشامخ ينهارُ     عشتُ حتى أرى خمائلَ حبي
 
 ويموتُ الربيعُ والأنوارُ     تحت عيني ويذبل الحسنُ فيها
 
 بقيَتْ كأسُه وطاح العقارُ     ما انتفاع الفتى بموحش عيشٍ
 
 كأس سم بها يدور البوارُ     وبقاء البساط بعد الندامي
 
 وفي ركبها اللظى والدمارُ     ما انتفاعي وتلك قافلة العيش
 
 واللفحُ والضنى والأوارُ     الدمار الرهيب والعدم الشامل
 
 ملتقى دون موعد يا ديارُ؟     يا ديار الحبيب هل كان حلما
 
 كيف جادت بقربك الأقدار     يا عزيز الجنى عليك سلام
 
 كأن العناقَ فيها اعتصارُ     بورك الكرم والقطوف واوقات
 
 كما يحفز الغريم الثارُ     كلما أطلقتك كفي استردتك
 
     
 

 

 

 

القصيدة التالية

 

القصيدة السابقة

 
 

 

أضف تصويتك للقصيدة :

   

 

 

 

 
     طباعة القصيدة  
     إهداء لصديق
  

  أعلم عن خلل

     أضف للمفضلة
إحصائيات القصيدة
 96 عدد القراءات
 0 عدد مرات الاستماع
 0 عدد التحميلات
  3.0 �� 5 نتائج التقييم
     
     استماع للقصيدة
  

  تحميل القصيدة

     قصيدة أخرى للشاعر
   

 أضف قصيدة مماثلة






 

 الشعراء الأكثر قصائد

 
عدد القصائد الشاعر
 ابن الرومي  2129
 أبوالعلاء المعري  2068
 ابن نباتة المصري  1532
 

 الشعراء الأكثر زيارةً

 
عدد الزيارات الشاعر
ابن الرومي  60964
أبوالعلاء المعري  54381
ابن الأبار القضاعي  42497
 

القصائد الأكثر قراءةً

 
عدد القراءات القصيدة
هو الشِّع�  1512
لن أعودَ  1395
مقهى للبك�  1325
 

شعراء العراق والشام

شعراء مصر والسودان

شعراء الجزيرة العربية

شعراء المغرب العربي

شعراء العصر الإسلامي

شعراء العصر الجاهلي

شعراء العصر العباسي

شعراء العصر الأندلسي


أضف قصيدتك في موقعنا الآن

استعرض قصائد الزوار

 

البحث عن قصيدة

 

فصحي عامية غير مهم

الشاعر

القافية
 
 

البحث عن شاعر
 

أول حرف من اسمه

اسم القسم
 
 
 
 
 

إحصائيات ديوان الشعر

 

47482

عدد القصائد

501

عدد الشعراء

2986675

عــدد الــــزوار

17

  المتواجدين حالياُ
 
 
   
الشاعر العربي :: اتصل بنا